صبآح / مســآء معطـر بآلآيمــآن ورضى من آلرحمـن
جنّ الليل... ونامت العيون.. وهدأت الأصوات...
واشتاقت قلوب لمناجاة الرب المعبود... فقامت وتجافت عن مضاجعها..
فما أربحها من غنيمة..
جعلنا الله منهم....آمين
يقول مالك بن دينار عن حلاوة القيام:
إذا قام العبد يتهجد من الليل قرُب من الجبار عز وجل, وكانوا يرون أن
ما يجدونه من الرقة والحلاوة في قلوبهم والأنوار, إنما هو من قربه تعالى من القلب.
يقول أحمد بن حرب رضي الله عنه:
عبدتُ الله خمسين سنة فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت ثلاثة أشياء:
تركت رضى الناس حتى قدرت أن أتكلم بالحق,
وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين,
وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الآخرة".
من عظيم ما يُكرم الله به أهل طاعته,القوامين له,التالين لكتابه آناء الليل,
ماحكاه أبو الزاهرية,قال:
قدمت طرسوس فدخلت على أبي معاوية الأسود, وهو مكفوف البصر,
وفي منزله مصحف معلّـق,فقلت:
يرحمك الله مصحف وأنت لا تُـبصر, فقال:
تكتّـم علي يا أخي حتى أموت, قلت: نعم. قال:
إني إذا أردت أن أقرأ القرآن فُـتح لي بصري,
وكان إذا أطبق المصحف ذهب بصره.... رحمه الله ورضى عنه.
من مناجاة ذي النون المصري في صلاة الليل قوله:
".... إلهي سمع العابدون بذكر عذابك فخشعوا,
وسمع المذنبون بحسن عفوك فطمعوا,
إلـهي.. إن كانت الخطايا أسقطتني لديك فاعفُ عني بحسن توكلي عليك...."
يقول يحي بن معاذ:
إذا أحب القلب الخلوة..أوصله حب الخلوة إلى الأنس بالله ومناجاته,
ومن أنس بالله استوحش من غيره".
"المرجع / كتاب ليل الصالحين وقصص العابدين لأحمد الطهطاوي"