يدوى إسم رمسيس الثانى فى سمع الدنيا وذلك بسبب تكاتف العالم المتحفزكله لإنقاذ معبد أبو سمبل من الغرق باعتباره من تراث الإنسانية .... وباعتبارها أفخر وأروع الآثار المصرية.... وتكاتف العالم والتكنولوجيا لنقل معبدى أبو سمبل من مستقرهما فى بلاد النوبة ففى حوالى عام 1954 كانت مصر قد قررت إقامة مشروع "السد العالى" رغبة منها فى إعداد بحيرة عظمى ..هى"بحيرة ناصر" بهدف الاحتفاظ بمياه فيضان النيل السنوى للاستفاده بها فى متطلبات الحياة بأرض وادى النيل. ولعلنا نتذكر أن الكثير من المعابد التى ترجع إلى حقبات تاريخية مختلفة ، والتى كانت تصطف على ضفتى النوبةالمصرية كانت مهددة بالفرق ومن أمثال هذه المعابد معبد أبوسمبل الكبير وهكذا عملت على دراسة أحوال النشاءات الأثرية الدينية الكبرى ، والمحاولة على العمل لإنقاذها على مدى عشرين عاماً كاملاً وخلال هذا العمل الضخم شعر المسؤلون بإهتمام خاص نحو معابد ونصب رمسيس الثانى ولذلك عملوا على نقل هذا المعبد للمحافظة عليه وإنقاذه و عندما غمرت مياه السد العالى موقع هذا المعبد كما فى معابد بلاد النوبة تضافرت جهود شعوب العالم لإنقاذ هذه الآثار واشتركت عن طريق منظمة اليونسكو فى وضع نفقات. و على الرغم من أن إنقاذ معبد "أبوسمبل" كان عملية صعبة ومعقدة وفى حاجة إلى دراسات شاملة وبحث مستفيض وتحليل عميق، نظراً لما يترتب على أية مشروع من مسؤوليات مادية وهندسية وفنية وآثرية وجمالية وكان من الضرورى اتخاذ قرار حتى ولو كان محفوفاً
بالمخاطر أو متسرعاً إذ بدأ منذ شرعت الحكومة المصرية فى تنفيذ عملية بناء السد العالى . صراع كبير بين خطر إرتفاع مياه الخزان المتزايد من ناحية وبين سرعة إتخاذ قرار حاسم ببدء مشروع الإنقاذ والحصول على التمويل اللازم له من ناحية أخرى وكان موضوع الدول، فقدم إلى منظمة اليونسكو العديد من المشروعات لإنقاذ أبو سمبل ويمكن إدراك مدى الأهتمام العالمى فى الشأن لما قدمه بعض الأطفال من مشروعات إنقاذ ساذجة وبريئة ومن بين ما أرسل من خطابات مساهمة أرسلت طقلة فرنسية فى الحادى عشر من عمرها ما أدخرته من مصروفها الشخصى ذاكرة أنها لا تعرف مدى روعة وأهمية "أبوسمبل"ولكنها متأكدة من عظمة مصر الفرعونية ومن روعة تراثها لنا فهى تساهمبما تملك فى سبيل إنقاذ ذلك التراث ،وأرسلت سيدة من "بوردو" قائلة : "أنها سيدة محدودة الموارد بعد أن فقدت زوجها فى الحرب العالمية الثانية لذا فهى ترسل مبلغاً بسيطاً من المال مساهمة منها فى إنقاذ معبد" أبو سمبل" رغم تأكدها من أنها ان تلرى المعبد بعد إناذه ولكن أمنيتها أن يشاهده أحفادها بعد نجاح عملية الإنقاذ وبعث المعبد، ولقد كان بعض هذه المشروعات التى قدمت إلى اليونسكو مجرد تخيل أو تصورتعوزه الجدية . ومن ثم فقد استبعد المشروع الذى اقترح ترك المعبد يغرق بعد إحاطته بأسطوانات خرسانية مسلحة تلفهما تماماً بشكل يشبه المتاحف البحرية التى تقام تحت الماء، أما زيارتها فتتم بواسطة مصاعد كهرومائية تنزل بالزائرين إلى المعبد, ومثله مثل مشروع فرنسى آخر جاء متأخراً بعض الوقت يهدف إلى رفع المعبد بعد تغليفه وقطعه من كتلة الصخرإلى جندليين يرتفعان مع مياه البحيرة تدريجياًحتى يكتمل ملؤهما ثم إرسائهما بعد ذلا على الرباطين بعد إزالة التغليف. وقدمت فى نفس الوقت مشروعان مدروسان دراسة جيدة وقد كانت مرفقة بها التفصيلات والرسومات الهندسية والمعمارية اللازمةوتشكلت لجان دولية ومحلية مكونة من مستشارين وخبراء عالميين ومتخصصين فى الهندسة المدنية والمعمارية والآثار والفنون والتخطيط والشئون المالية والإقتصادية من الأخصائيين وبدأت عملها منذ عام 1952 واسهمت بأقرار أحد هذه المشروعات الثلاثة عام1963.
* المشروع الأول Belie :
قدمت الشركة الفرنسية ومشروع Coyreet ويهدف إلى حماية المعبد بإقامة سد نصف دائرى ضخم يصل ارتفاعه إلى قرابة"300 متر"عن المعبد ، وهكذا يسمح ارتفاعه وبعده عن المعبد لوصول أشعة الشمس وتسربها إلى المعبد كما كان يحدث على مدى آلالاف السنين. كما ميز هذا المشروع أنه عملى فقد أقيمت سدود أهم من هذا السد فى مصر وغيرها من بلاد العالم، حقيقة أنه لم يسبق أن أقيمت سدود لحماية التراث الأثرى، لكن إقامة ذلك السد أمر يسهل تحقيقه وإن إختلف الهدف من إقامته، وأخيراً فإن هذا المشروع يبقى المعبدين فى مكانهما دون المساس لهما فيحتفظ بروعته وجماله ويؤمن سلامته ويبقى على بيئته الأصلية ,ولكن إعتراضات كثيرة ، اثيرت حول هذا المشروع، منها أن المعبد سيصبح منخفض تحيط به المياه مما سيؤدى إلى تسربها ، خاصة أن الصخر الذى نقر فيه المعبد والذى سيستخدم فى بناء السد صخر رملى صاف شديد لرشح، وسيلزم ذلا إنشاء محطة ضخمة أو أثنين لضخ مياه الرشح تعملان بالتناوب وإذا تعطل عمل أحداهما أو كليهما لسبب قهرى أولأمر خارج عن الإدارة فسيمتلئ المعبد بالماء وربما يغرق إذا طال أمر التعطيل ، وإذا ما أضيف إلى ذلك أن المياه وراء السد ستكون فى مستوى أعلى من المعبدين ب(60 متر) تقريباً، ونظراً لضخامة كميتها فستزداد الرطوبة النسبية بدرجة تؤثر بلاشك على الرسوم والنقوش وكذلك فإن مصر ستتكلف مبالغ كبيرة سنوياً فى سبيل حماية السد وترميم الرسوم والنقوش بين حين وآخر قدرت فى ذلك الوقت ب80 مليون دولار فى حين أن التبرعات الدولية للحملة كانت فى وقت دراسة المشروع محدوده للغاية، ومن ثم استنعدت مصر ومنظمة اليونسكو هذا المشروع وشرعت فى دراسة مشروع قدم فى نفس الوقت تقريباً.
* المشروع الثاني:هو المشروع الذى قبله
المتخصصون واللجان وهو مشروع عملى محدود التكاليف نسبياً عن المشاريع السابقة.
ـ تنفيذ المشروع:
استقر أخيراً رأى الحكومة المصرية واليونسكو بلجانه وخبرائه على الأخذ بالمشروع الذى يدعو إلى فك المعبد وتقطيع أحجاره ثم إعادة تشييده على الربوتين الأصليتين بالغتى الضخامة وفى نفس اتجاههما الأصلى، ولكن على ارتفاع يتجاوز"60 متراً" وقد تمت الموافقة على هذا المشروع لأنه واقعى وعلمى وأكثر أماناً من المشروعين السابقين وأقل تكليفاً كما أنه سوف ينقذ الآثرويبقى على البيئة المحيطة به، وقد تمت هذه الموافقه رغم اعتراض بعض الآثريين الذين عدوا فك المعبد وتقطيع أعمدته وتماثيله وبعض جدرانه بمثابة إعتداء وحشى على الآثر ، لذا فقد أطلقوا على المشروع "عملية جزارة أبو سمبل" ولحسن الحسن تم المشروع دون أى ضررلحق بأجزاءه أو نقوشة وقد تم انجازهذا المشروع الذى يعد أعظم ما قامت به حملة إنقاذ آثار النوبة.
وفقاً للخطوات الآتيه:
1) إقامة سد مؤقت أمام المعبدين لحمايتها من مياه التخزين المتزايدة يوماً بعد يوم وقد بلغ أمتداده "730 متراً" وارتفاعه"37 متراً" وضم جسد السد "380 ألف" مترمكعب من الحجر الرملى بعد تغطية واجهة المعبد الكبيربالرمال لحماية التماثيل العملاقة ووقايتها من الضغوط عندما يبدأ تقطيع الجدران خلفها وأقامة سقالات داخل المعبد لصلب سقوفه وأعمدته حماية له.
2) إزالة ما فوق المعبد من صخور الربوتين والتى يباغ حجمهما "150ألف مترمكعب"
3) قطع أحجار وأعمدة وتماثيل المعبد إلى قطع ضخمة وترواحت أوزانها ما بين "30،20 طناً" وقد يصل عرضها إلى "خمسة أمتار" وارتفاعها إلى" ثلاثة أمتار" وقد بلغ عدد كتل المعبد إلى"807 كتلة"
4) رفع كتل المعبد إلى سطح مجاور للمكان الجديد بعد تسطيحه وإعداده.
5) إعادة تشييد المعبد فى المكان الجديد بنفس إتجاهاته القديمة، ولقد كانت لحظة رائعة عندما وضعت تيجان الملك "رمسيس الثانى" على تماثيل الواجهة العملاقة فى"مارس سنة1967" انها لحظة لا تنسى لكل من عمل فى حملة الإنقاذ عندما نرى تكنولوجيا القرن العشرين تنقذ أعمال تكنولوجيا فريدة سبقتها بحوالى"3300 سنه"
6) تشكيل تلال صناعية فوق المعبد لإعطائه منظرة القديم بلغ حجمها"330 ألف متر مكعب" من الحجر الرملى وقد قام بهذا العمل الضخم منعدم النظير تحالف "Consortia" لمشروع موحد "Joint venture" من المشروعات العلمية التالية :
1) شركة فرنسية Grand travauxde Marseille.
2) شركة ألمانية Hoehjef .
3) شركة إيطالية Impresilr .
4) شركتين سويديتين Sentabxskanske
5) شركة مصرية تحت إشراف المجموعة السويدية Sentas .
وقبل بدء المشروع تم بناء مدينة حديثة اتسعت لأكثر من ثلاثةآلافمن العاملين من الأجانب والمصريين الذين قاموا بالعمل هناك. واصطحب بعضهم عائلته. وتم تزويد المدينة بكل الأمكانيات اللازمة لإقامة مريحة ولسد مطالب الحياة اليومية بكافة احتياجاتها ، وهو أمر بالغ الإعجاز نظراً لبعد المكان عن العمران وصعوبة الإتصال والنقل إليه ومناخه القاسى الذى يبلغ فى الصيف فى بعض الأحيان 50 درجة مئوية.
وقد بلغت تكاليف المشروع 42 مايون دولار كما انتهى العمل فيه فى أقل من خمس سنوات ، اذاً بدأ فى نوفمبر سنه 1963م وانتهى فى سبتمبر1968م قبل الموعد المحدد ب20 شهراً ودون أن يفقد حجر واحد أو يحدث أدنى تغيراً أو أختلافاً عن الأصل فقد قال المرحوم الدكتور "جمال مختار" أن أحد الصحفيين الأجانب الذين حضروا يوم الإفتتاح الخالد فى"22 سبتمبر 1968م "،كتب يقول: "أن كل شئ يبدو تماماً كما كان عليه من قبل مما يشكك الإنسان فى أمر نقل المعبد بالفعل من مكانه القديم". ولقد تجمع فى ذلك اليوم عدد من الآثريين وعلماء المصريات والمؤرخين الذين احتفلوا بتحقيق حلم الملك " رمسيس الثانى" القديم الخاص بمعبد الأبدية والخلود . كما احتفل الحاضرون متنوعوا التخصيص ومختلفوا الإتجاهات بنجاح اليونسكو فى إنقاذ هذا المعبد الفريد عديم النظيروقد نقلت وكالات الأنباء هذا الحدث إلى كل المحطات التلفزيون والإذاعات والصحف العالمية من أمام المعبد . وكان بينهم المرحوم الدكتور" جمال مختار"يلقى بالأحاديث الصحفية. وكان يعتبر الممثل الآثرى المصرى الذى كان يفخرأن مصرمع اليونسكو والعالم كله حققوا معجزة عملية رائعة بل وسيمفونية عرفها الجميع ونالت إعجاب العالم كله.
__________________________________
أهم المراجع المنقول منها الموضوع
1) زاهي حواس: أبو سمبل "معابد الشمس المشرقة", القاهره 2001م,صـ44,35 وأيضا
,ماهر أحمد زكي: هكذا تكلم النوبيون, القاهره, 2001م,صـ116
2)آنا رويز: روح مصر القديمه, ترجمة: إكرام يوسف,القاهره,2005,صـ259
3)إبراهيم محمد بيومي مهران(ب): في تاريخ مصر والنوبه, مراجعه:أ.د/محمد بيومي
مهران,القاهره,2008,صـ100
بالمخاطر أو متسرعاً إذ بدأ منذ شرعت الحكومة المصرية فى تنفيذ عملية بناء السد العالى . صراع كبير بين خطر إرتفاع مياه الخزان المتزايد من ناحية وبين سرعة إتخاذ قرار حاسم ببدء مشروع الإنقاذ والحصول على التمويل اللازم له من ناحية أخرى وكان موضوع الدول، فقدم إلى منظمة اليونسكو العديد من المشروعات لإنقاذ أبو سمبل ويمكن إدراك مدى الأهتمام العالمى فى الشأن لما قدمه بعض الأطفال من مشروعات إنقاذ ساذجة وبريئة ومن بين ما أرسل من خطابات مساهمة أرسلت طقلة فرنسية فى الحادى عشر من عمرها ما أدخرته من مصروفها الشخصى ذاكرة أنها لا تعرف مدى روعة وأهمية "أبوسمبل"ولكنها متأكدة من عظمة مصر الفرعونية ومن روعة تراثها لنا فهى تساهمبما تملك فى سبيل إنقاذ ذلك التراث ،وأرسلت سيدة من "بوردو" قائلة : "أنها سيدة محدودة الموارد بعد أن فقدت زوجها فى الحرب العالمية الثانية لذا فهى ترسل مبلغاً بسيطاً من المال مساهمة منها فى إنقاذ معبد" أبو سمبل" رغم تأكدها من أنها ان تلرى المعبد بعد إناذه ولكن أمنيتها أن يشاهده أحفادها بعد نجاح عملية الإنقاذ وبعث المعبد، ولقد كان بعض هذه المشروعات التى قدمت إلى اليونسكو مجرد تخيل أو تصورتعوزه الجدية . ومن ثم فقد استبعد المشروع الذى اقترح ترك المعبد يغرق بعد إحاطته بأسطوانات خرسانية مسلحة تلفهما تماماً بشكل يشبه المتاحف البحرية التى تقام تحت الماء، أما زيارتها فتتم بواسطة مصاعد كهرومائية تنزل بالزائرين إلى المعبد, ومثله مثل مشروع فرنسى آخر جاء متأخراً بعض الوقت يهدف إلى رفع المعبد بعد تغليفه وقطعه من كتلة الصخرإلى جندليين يرتفعان مع مياه البحيرة تدريجياًحتى يكتمل ملؤهما ثم إرسائهما بعد ذلا على الرباطين بعد إزالة التغليف. وقدمت فى نفس الوقت مشروعان مدروسان دراسة جيدة وقد كانت مرفقة بها التفصيلات والرسومات الهندسية والمعمارية اللازمةوتشكلت لجان دولية ومحلية مكونة من مستشارين وخبراء عالميين ومتخصصين فى الهندسة المدنية والمعمارية والآثار والفنون والتخطيط والشئون المالية والإقتصادية من الأخصائيين وبدأت عملها منذ عام 1952 واسهمت بأقرار أحد هذه المشروعات الثلاثة عام1963.
* المشروع الأول Belie :
قدمت الشركة الفرنسية ومشروع Coyreet ويهدف إلى حماية المعبد بإقامة سد نصف دائرى ضخم يصل ارتفاعه إلى قرابة"300 متر"عن المعبد ، وهكذا يسمح ارتفاعه وبعده عن المعبد لوصول أشعة الشمس وتسربها إلى المعبد كما كان يحدث على مدى آلالاف السنين. كما ميز هذا المشروع أنه عملى فقد أقيمت سدود أهم من هذا السد فى مصر وغيرها من بلاد العالم، حقيقة أنه لم يسبق أن أقيمت سدود لحماية التراث الأثرى، لكن إقامة ذلك السد أمر يسهل تحقيقه وإن إختلف الهدف من إقامته، وأخيراً فإن هذا المشروع يبقى المعبدين فى مكانهما دون المساس لهما فيحتفظ بروعته وجماله ويؤمن سلامته ويبقى على بيئته الأصلية ,ولكن إعتراضات كثيرة ، اثيرت حول هذا المشروع، منها أن المعبد سيصبح منخفض تحيط به المياه مما سيؤدى إلى تسربها ، خاصة أن الصخر الذى نقر فيه المعبد والذى سيستخدم فى بناء السد صخر رملى صاف شديد لرشح، وسيلزم ذلا إنشاء محطة ضخمة أو أثنين لضخ مياه الرشح تعملان بالتناوب وإذا تعطل عمل أحداهما أو كليهما لسبب قهرى أولأمر خارج عن الإدارة فسيمتلئ المعبد بالماء وربما يغرق إذا طال أمر التعطيل ، وإذا ما أضيف إلى ذلك أن المياه وراء السد ستكون فى مستوى أعلى من المعبدين ب(60 متر) تقريباً، ونظراً لضخامة كميتها فستزداد الرطوبة النسبية بدرجة تؤثر بلاشك على الرسوم والنقوش وكذلك فإن مصر ستتكلف مبالغ كبيرة سنوياً فى سبيل حماية السد وترميم الرسوم والنقوش بين حين وآخر قدرت فى ذلك الوقت ب80 مليون دولار فى حين أن التبرعات الدولية للحملة كانت فى وقت دراسة المشروع محدوده للغاية، ومن ثم استنعدت مصر ومنظمة اليونسكو هذا المشروع وشرعت فى دراسة مشروع قدم فى نفس الوقت تقريباً.
* المشروع الثاني:هو المشروع الذى قبله
المتخصصون واللجان وهو مشروع عملى محدود التكاليف نسبياً عن المشاريع السابقة.
ـ تنفيذ المشروع:
استقر أخيراً رأى الحكومة المصرية واليونسكو بلجانه وخبرائه على الأخذ بالمشروع الذى يدعو إلى فك المعبد وتقطيع أحجاره ثم إعادة تشييده على الربوتين الأصليتين بالغتى الضخامة وفى نفس اتجاههما الأصلى، ولكن على ارتفاع يتجاوز"60 متراً" وقد تمت الموافقة على هذا المشروع لأنه واقعى وعلمى وأكثر أماناً من المشروعين السابقين وأقل تكليفاً كما أنه سوف ينقذ الآثرويبقى على البيئة المحيطة به، وقد تمت هذه الموافقه رغم اعتراض بعض الآثريين الذين عدوا فك المعبد وتقطيع أعمدته وتماثيله وبعض جدرانه بمثابة إعتداء وحشى على الآثر ، لذا فقد أطلقوا على المشروع "عملية جزارة أبو سمبل" ولحسن الحسن تم المشروع دون أى ضررلحق بأجزاءه أو نقوشة وقد تم انجازهذا المشروع الذى يعد أعظم ما قامت به حملة إنقاذ آثار النوبة.
وفقاً للخطوات الآتيه:
1) إقامة سد مؤقت أمام المعبدين لحمايتها من مياه التخزين المتزايدة يوماً بعد يوم وقد بلغ أمتداده "730 متراً" وارتفاعه"37 متراً" وضم جسد السد "380 ألف" مترمكعب من الحجر الرملى بعد تغطية واجهة المعبد الكبيربالرمال لحماية التماثيل العملاقة ووقايتها من الضغوط عندما يبدأ تقطيع الجدران خلفها وأقامة سقالات داخل المعبد لصلب سقوفه وأعمدته حماية له.
2) إزالة ما فوق المعبد من صخور الربوتين والتى يباغ حجمهما "150ألف مترمكعب"
3) قطع أحجار وأعمدة وتماثيل المعبد إلى قطع ضخمة وترواحت أوزانها ما بين "30،20 طناً" وقد يصل عرضها إلى "خمسة أمتار" وارتفاعها إلى" ثلاثة أمتار" وقد بلغ عدد كتل المعبد إلى"807 كتلة"
4) رفع كتل المعبد إلى سطح مجاور للمكان الجديد بعد تسطيحه وإعداده.
5) إعادة تشييد المعبد فى المكان الجديد بنفس إتجاهاته القديمة، ولقد كانت لحظة رائعة عندما وضعت تيجان الملك "رمسيس الثانى" على تماثيل الواجهة العملاقة فى"مارس سنة1967" انها لحظة لا تنسى لكل من عمل فى حملة الإنقاذ عندما نرى تكنولوجيا القرن العشرين تنقذ أعمال تكنولوجيا فريدة سبقتها بحوالى"3300 سنه"
6) تشكيل تلال صناعية فوق المعبد لإعطائه منظرة القديم بلغ حجمها"330 ألف متر مكعب" من الحجر الرملى وقد قام بهذا العمل الضخم منعدم النظير تحالف "Consortia" لمشروع موحد "Joint venture" من المشروعات العلمية التالية :
1) شركة فرنسية Grand travauxde Marseille.
2) شركة ألمانية Hoehjef .
3) شركة إيطالية Impresilr .
4) شركتين سويديتين Sentabxskanske
5) شركة مصرية تحت إشراف المجموعة السويدية Sentas .
وقبل بدء المشروع تم بناء مدينة حديثة اتسعت لأكثر من ثلاثةآلافمن العاملين من الأجانب والمصريين الذين قاموا بالعمل هناك. واصطحب بعضهم عائلته. وتم تزويد المدينة بكل الأمكانيات اللازمة لإقامة مريحة ولسد مطالب الحياة اليومية بكافة احتياجاتها ، وهو أمر بالغ الإعجاز نظراً لبعد المكان عن العمران وصعوبة الإتصال والنقل إليه ومناخه القاسى الذى يبلغ فى الصيف فى بعض الأحيان 50 درجة مئوية.
وقد بلغت تكاليف المشروع 42 مايون دولار كما انتهى العمل فيه فى أقل من خمس سنوات ، اذاً بدأ فى نوفمبر سنه 1963م وانتهى فى سبتمبر1968م قبل الموعد المحدد ب20 شهراً ودون أن يفقد حجر واحد أو يحدث أدنى تغيراً أو أختلافاً عن الأصل فقد قال المرحوم الدكتور "جمال مختار" أن أحد الصحفيين الأجانب الذين حضروا يوم الإفتتاح الخالد فى"22 سبتمبر 1968م "،كتب يقول: "أن كل شئ يبدو تماماً كما كان عليه من قبل مما يشكك الإنسان فى أمر نقل المعبد بالفعل من مكانه القديم". ولقد تجمع فى ذلك اليوم عدد من الآثريين وعلماء المصريات والمؤرخين الذين احتفلوا بتحقيق حلم الملك " رمسيس الثانى" القديم الخاص بمعبد الأبدية والخلود . كما احتفل الحاضرون متنوعوا التخصيص ومختلفوا الإتجاهات بنجاح اليونسكو فى إنقاذ هذا المعبد الفريد عديم النظيروقد نقلت وكالات الأنباء هذا الحدث إلى كل المحطات التلفزيون والإذاعات والصحف العالمية من أمام المعبد . وكان بينهم المرحوم الدكتور" جمال مختار"يلقى بالأحاديث الصحفية. وكان يعتبر الممثل الآثرى المصرى الذى كان يفخرأن مصرمع اليونسكو والعالم كله حققوا معجزة عملية رائعة بل وسيمفونية عرفها الجميع ونالت إعجاب العالم كله.
__________________________________
أهم المراجع المنقول منها الموضوع
1) زاهي حواس: أبو سمبل "معابد الشمس المشرقة", القاهره 2001م,صـ44,35 وأيضا
,ماهر أحمد زكي: هكذا تكلم النوبيون, القاهره, 2001م,صـ116
2)آنا رويز: روح مصر القديمه, ترجمة: إكرام يوسف,القاهره,2005,صـ259
3)إبراهيم محمد بيومي مهران(ب): في تاريخ مصر والنوبه, مراجعه:أ.د/محمد بيومي
مهران,القاهره,2008,صـ100
(5)Quirke, S., Ancient Egyptian Religion, London, 1992, Pag