ا[color=darkred]لدولة الحديثة- النصف الثاني
من الاسرة 18 (1850ق.م-1350ق.م)
تجري أحداث هذه القصة و في عهد الأسرة الثامنة عشرة ، التي كان عصرها عصر ثروة ورخاء، وخاصة في عهد الملكة (حتشبسوت)بطلة هذه القصة، التي حكمت البلاد ردحا من الزمن مع (تحتمس) الثالث، زوج ابنتها على أحدث الآراء، وقد انفردت دونه بالحكم،واستولت على زمام الأمور مدة ثلاثة عشر عاما، حتى فاضت نفسه بالحقد عليها، مما جعله ينتقم منها بعد وفاتها بمحو اسمها من جميع المعابد، وتحطيم تماثيلها المقامة.وقد كان عهد الملكة (حتشبسوت) عهدا حافلا زاهرا، عم فيه السلام والرخاء في أرجاء البلاد، وشيدت فيه أروع المعابد وأجمل المنشآت، وازدهرت فيه التجارة بين مصر وغيرها من البلاد، بإرسال البعثات للخارج لتبادل معها، ومن أشهرها بعثة بلاد بونت المشهورة، التي سوف يأتي ذكرها خلال هذه القصة:
*قصة الملكة حتشبسوت
ثالوث طيبة
الزمان هو اليوم الأول من الشهر الثاني لفصل الفيضان ، من عام 1502 قبل ميلاد السيد المسيح ، أي منذ اكثر من ثلاثة آلاف سنة، والمكان هو مدينة طيبة العظيمة (الأقصر الحالية )، التي راحت تستعد للاحتفال بعيد انتقال ثالوث طيبة الإلهي، من معبد الكرنك اليبير، إلى معبد الأقصر في ضاحية المدينة، كما كانت العادة في تلك الأيام.
وكانت جموع الشعب تتدفق حول معبد "آمون رع" رب الآلهة في ذلك الحين.
*عقيدة القدماء
عرف المصريون القدماء إن الله واحد لا شريك له، كما نزهو الخالق عن طبيعة الأشياء ، واستقر في عقائدهم إن لهذا الكون إلها واحدا، خلق وقدره وقام على تدبير أموره، وان ذلك الإله لا يرى، وانما له قوى مختلفة، فهمها الخاصة منهم، ثم بسطوها للشعب فجسدوها على الأرض على شكل بعض الرموز والأشخاص على الأرض على شكل بعض الرموز والأشخاص أو الحيوان، ليتمثلوا فيها قدرة ذلك الإله القوي ، لأنه لم تكن هناك كتب سماوية قد نزلت عليهم في ذلك الحين، ولم تبعث إليهم أنبياء لهدايتهم في ذلك الوقت، ولذلك تخيلوا في تلك الرموز او الحيوان او الأشخاص قوي خيرية تأمر بالخير وتنهي عن المنكر. وكان الإله (آمون) أحد تلك الرموز الشهيرة في طيبة، وكان معبده مقصد الزوار مع جميع الجهات، وخاصة في هذا اليوم، يوم الاحتفال بانتقال ثالوث طيبة، فزينت حوائطه وسارياته العالية بالأعلام، وأخذت الجموع المحتشدة في الخارج تتطلع في شوق وفضول إلى الداخل في انتظار خروج موكب الآلهة.
وكان فناء المعبد المكشوف قد ازدحم على سعته بكبار رجال الدولة، والكهنة، وعليه القوم، في انتظار حضور الملك (تحتمس الثاني) ليفتتح بنفسه الحفل، بينما انتشر أفراد البيت المالك في أرجاء بهو الأعمدة بالمعبد، حيث جلست الملكة (حتشبسوت) زوجة الملك، وقد أحاط بها رهط من أعوانها المخلصين. وكان من بينهم (حبوسنب) ذلك الوزير الداهية، وهو (جحوتي) وزير بين المال ، كما كان يجلس بجانبهما (سنموت) ذلك المهندس الشاب البارع، الذي حبته الطبيعة بجمال الخلق والخلق، ورجاحة العقل وقوة البنية وزلاقة اللسان،ما حبب فيه الملكة، فقربته إلى نفسها، وجعلته من اقرب جلسائها ,اخلص مستشاريها.
*تحتمس الصغير
وقد كان يجلس في الركن الشمالي من بهو الأعمدة صبي صغير، لم يتجاوز العقد الثاني من عمره، وقد ارتدى الملابس البيضاء الخاصة بكهنة الإله (آمون)، وجلس هو الآخر وسط بعض أقرانه ورفقائه يضحكون ويمرحون، في انتظار تشريف الملك وبدء الاحتفالات.
وقد استرعى منظر هذا الصبي انتباه الملكة (حتشبسوت)، وظهرت على ملامحها علامات الغيظ والتبرم، والتفتت إلى رجال حاشيتها وأشارت أي الصبي قائلة :
أرأيتم ماذا فعل زوجي الملك بابنه (تحتمس) الصغير ، ليجعل منه شيئا مذكورا؟ لقد جعله كاهنا رغم صغره حتى يقوي من سلطته ، ويرفع من ذكره، لحاجة في نفسه. وإني أكاد أخشى هذا الصبي الغير، بل وأحقد عليه. فرد عليها سنموت ملاطفا: وما ذا يخيفك منه يا سيدتي، وقد أعددنا لكل أمر عدته. فزوجك الملك (تحتمس الثاني) قد قربت منيته، ونحن من جانبنا قد احتطنا للأمر، وأخذنا نعد الشعب لاستقبال نبأ تعيينك على العرش ، بعد أن أذعنا في أرجاء البلاد قصة تتويجك الرسمي عندما كنت طفلة، أيام والدك العظيم تحتمس الأول، كما أقنعنا الشعب بأن القانون والحق في جانبك، لأنك سليلة الملك (أحمس الأول ) منقذ البلاد، ولن يمضي وقت طويل يا مولاتي حتى تتبوئين مكانك على عرش آبائك وأجدادك، كما فعلت الملكة (خنت كاوس) من ملكات الدولة القديمة.
*مشاكل عائلية
فنظرت إليه شاكرة، وقالت له في سرور بالغ:
يالك من صديق وفي مخلص، قد أعاد إلى نفسي الثقة بعد أن كدت أفقدها، إذ ينتابني بين الحين والآخر شعور دفين بأن آلهة طيبة العظام يتخلون عن مؤازرتي، كما فعلت من قبل مع والدتي، إذ حرمتها من ولد يرثها على العرش ، فكنت أنا طفلتها الوحيدة. وقد حاولت أن تحقق أمنيتها فتوجتني على عرش مصر وأنا طفلة صغيرة، ولكن شعب مصر أبى أن تحكمه أنثى أيا كان قدرها، فاضطرت والدتي مكرهة أن تزوجني من هذا الملك العليل (تحتمس الثاني) ذلك الأخ غير الشقي ابن المحظية (موت نفرت)، وقد قبلت بدوري هذه التضحية ، على أن هذا الزواج لم يكن إلا صورة رسمية مزيفة، اقتضتها القوانين والتقاليد الموروثة، وإني لأراني صاحبة الحق الشرعي في العرش، ثم تتكرر معي نفس المأساة فتحرمني الآلهة أنا الأخرى من وريث لعرشي، إذ لم أرزق إلا طفلتين هما (نفرو رع) و(مريت راع)، بينما يرزق زوجي من زوجته الأخرى وجاريته المدعوة (ازيس) ذلك الطفل (تحتمس)، الذي شب على كراهيتي، بينما أحاطه الملك بعظيم عنايته ورعايته، وأخذ في دأب وإصرار يمهد له السبيل إلى عرش البلاد قبل وفاته، ولكنني بمعونتكم لي أيها الرفاق الأوفياء، قد أفسدت جميع المحاولات السابقة ، وإن كنت أعلم أن الملك لم ييأس بعد. وإني لا استعد أن يكون قد دبر في نفسه أمرا، وأعد لنا مفاجأة جديدة اليوم.
*بدء الاحتفال
ما كادت الملكة (حتشبسوت) تنتهي من حديثها هذا، حتى علا الهتاف والتصفيق معلنا حضور الملك (تحتمس الثاني)، الذي دخل المعبد يحيط به رجال حاشيته وقواد جيشه ن وكان الملك لشدة مرضه يسير في خطى وئيدة متكئا على كتف أحد حراسه الخاص، حتى وصل بعد جهد إلى صدر المكان، ويعد أن استراح قليلا أشار بيده، فنحرت الذبائح ، وقدمت القرابين، وتقدم لتحيته موكب من الكهنة بملابسهم البيضاء الفضفاضة، ورؤوسهم الحليقة ، ثم اجتازوا بهو الأعمدة متجهين صوب قدس الأقداس في نهاية المعبد، حيث فتحوا مقاصيره الثلاث، وحمل كل فريق منهم على أكتافه أحد تماثيل الآلهة. وكانت هذه التماثيل داخل نواويسها المذهبة، موضوعة فوق سفنها المقدسة، وخرجوا بها في صف طويل، في طريقهم إلى مرسى السفن خارج المعبد، وجعلوا مركب الإله (آمون) في المقدمة، يتبعه قارب زوجته الآلهة (موت)، ومن خلفها قارب ابنهما الإله (خونسو).
*موكب الإله آمون
وبينما يجتاز الموكب بهو الأعمدة، إ يقارب الإله (آمون) يتوقف فجأة عن المسير، فأخذ الشعب يبتهل إليه بالدعاء، وأسرع الملك إليه فحرق البخور بين يدي الإله الجالس فوق قاربه المقدس، وقدم إليه قربانا عظيما من الثيران، وعندئذ أخذ قارب (آمون) يتحرك من جديد ، ويطوف به حول القاعة ، ولكنه ما كاد يصل إلى الركن الشمالي منها، حيث يقف الأمير (تحتمس) الصغير ، حتى توقف أمامه تماما، وهنا تملك الصبي الفزع، وسقط مغشيا عليه.
فأسرع الكهنة إلى حمله ، وتبعوا القارب الذي عاد إلى قدس الأقداس فوضع الكهنة القارب في موضعه، كما وضعوا الطفل بجانبه، وتركوهما معا ، وأغلقوا عليهما الأبواب، وعندما عاد الصبي إلى رشده، دعاه والده الملك ، وسأله عما حدث بينه وبين[/color] ال
من الاسرة 18 (1850ق.م-1350ق.م)
تجري أحداث هذه القصة و في عهد الأسرة الثامنة عشرة ، التي كان عصرها عصر ثروة ورخاء، وخاصة في عهد الملكة (حتشبسوت)بطلة هذه القصة، التي حكمت البلاد ردحا من الزمن مع (تحتمس) الثالث، زوج ابنتها على أحدث الآراء، وقد انفردت دونه بالحكم،واستولت على زمام الأمور مدة ثلاثة عشر عاما، حتى فاضت نفسه بالحقد عليها، مما جعله ينتقم منها بعد وفاتها بمحو اسمها من جميع المعابد، وتحطيم تماثيلها المقامة.وقد كان عهد الملكة (حتشبسوت) عهدا حافلا زاهرا، عم فيه السلام والرخاء في أرجاء البلاد، وشيدت فيه أروع المعابد وأجمل المنشآت، وازدهرت فيه التجارة بين مصر وغيرها من البلاد، بإرسال البعثات للخارج لتبادل معها، ومن أشهرها بعثة بلاد بونت المشهورة، التي سوف يأتي ذكرها خلال هذه القصة:
*قصة الملكة حتشبسوت
ثالوث طيبة
الزمان هو اليوم الأول من الشهر الثاني لفصل الفيضان ، من عام 1502 قبل ميلاد السيد المسيح ، أي منذ اكثر من ثلاثة آلاف سنة، والمكان هو مدينة طيبة العظيمة (الأقصر الحالية )، التي راحت تستعد للاحتفال بعيد انتقال ثالوث طيبة الإلهي، من معبد الكرنك اليبير، إلى معبد الأقصر في ضاحية المدينة، كما كانت العادة في تلك الأيام.
وكانت جموع الشعب تتدفق حول معبد "آمون رع" رب الآلهة في ذلك الحين.
*عقيدة القدماء
عرف المصريون القدماء إن الله واحد لا شريك له، كما نزهو الخالق عن طبيعة الأشياء ، واستقر في عقائدهم إن لهذا الكون إلها واحدا، خلق وقدره وقام على تدبير أموره، وان ذلك الإله لا يرى، وانما له قوى مختلفة، فهمها الخاصة منهم، ثم بسطوها للشعب فجسدوها على الأرض على شكل بعض الرموز والأشخاص على الأرض على شكل بعض الرموز والأشخاص أو الحيوان، ليتمثلوا فيها قدرة ذلك الإله القوي ، لأنه لم تكن هناك كتب سماوية قد نزلت عليهم في ذلك الحين، ولم تبعث إليهم أنبياء لهدايتهم في ذلك الوقت، ولذلك تخيلوا في تلك الرموز او الحيوان او الأشخاص قوي خيرية تأمر بالخير وتنهي عن المنكر. وكان الإله (آمون) أحد تلك الرموز الشهيرة في طيبة، وكان معبده مقصد الزوار مع جميع الجهات، وخاصة في هذا اليوم، يوم الاحتفال بانتقال ثالوث طيبة، فزينت حوائطه وسارياته العالية بالأعلام، وأخذت الجموع المحتشدة في الخارج تتطلع في شوق وفضول إلى الداخل في انتظار خروج موكب الآلهة.
وكان فناء المعبد المكشوف قد ازدحم على سعته بكبار رجال الدولة، والكهنة، وعليه القوم، في انتظار حضور الملك (تحتمس الثاني) ليفتتح بنفسه الحفل، بينما انتشر أفراد البيت المالك في أرجاء بهو الأعمدة بالمعبد، حيث جلست الملكة (حتشبسوت) زوجة الملك، وقد أحاط بها رهط من أعوانها المخلصين. وكان من بينهم (حبوسنب) ذلك الوزير الداهية، وهو (جحوتي) وزير بين المال ، كما كان يجلس بجانبهما (سنموت) ذلك المهندس الشاب البارع، الذي حبته الطبيعة بجمال الخلق والخلق، ورجاحة العقل وقوة البنية وزلاقة اللسان،ما حبب فيه الملكة، فقربته إلى نفسها، وجعلته من اقرب جلسائها ,اخلص مستشاريها.
*تحتمس الصغير
وقد كان يجلس في الركن الشمالي من بهو الأعمدة صبي صغير، لم يتجاوز العقد الثاني من عمره، وقد ارتدى الملابس البيضاء الخاصة بكهنة الإله (آمون)، وجلس هو الآخر وسط بعض أقرانه ورفقائه يضحكون ويمرحون، في انتظار تشريف الملك وبدء الاحتفالات.
وقد استرعى منظر هذا الصبي انتباه الملكة (حتشبسوت)، وظهرت على ملامحها علامات الغيظ والتبرم، والتفتت إلى رجال حاشيتها وأشارت أي الصبي قائلة :
أرأيتم ماذا فعل زوجي الملك بابنه (تحتمس) الصغير ، ليجعل منه شيئا مذكورا؟ لقد جعله كاهنا رغم صغره حتى يقوي من سلطته ، ويرفع من ذكره، لحاجة في نفسه. وإني أكاد أخشى هذا الصبي الغير، بل وأحقد عليه. فرد عليها سنموت ملاطفا: وما ذا يخيفك منه يا سيدتي، وقد أعددنا لكل أمر عدته. فزوجك الملك (تحتمس الثاني) قد قربت منيته، ونحن من جانبنا قد احتطنا للأمر، وأخذنا نعد الشعب لاستقبال نبأ تعيينك على العرش ، بعد أن أذعنا في أرجاء البلاد قصة تتويجك الرسمي عندما كنت طفلة، أيام والدك العظيم تحتمس الأول، كما أقنعنا الشعب بأن القانون والحق في جانبك، لأنك سليلة الملك (أحمس الأول ) منقذ البلاد، ولن يمضي وقت طويل يا مولاتي حتى تتبوئين مكانك على عرش آبائك وأجدادك، كما فعلت الملكة (خنت كاوس) من ملكات الدولة القديمة.
*مشاكل عائلية
فنظرت إليه شاكرة، وقالت له في سرور بالغ:
يالك من صديق وفي مخلص، قد أعاد إلى نفسي الثقة بعد أن كدت أفقدها، إذ ينتابني بين الحين والآخر شعور دفين بأن آلهة طيبة العظام يتخلون عن مؤازرتي، كما فعلت من قبل مع والدتي، إذ حرمتها من ولد يرثها على العرش ، فكنت أنا طفلتها الوحيدة. وقد حاولت أن تحقق أمنيتها فتوجتني على عرش مصر وأنا طفلة صغيرة، ولكن شعب مصر أبى أن تحكمه أنثى أيا كان قدرها، فاضطرت والدتي مكرهة أن تزوجني من هذا الملك العليل (تحتمس الثاني) ذلك الأخ غير الشقي ابن المحظية (موت نفرت)، وقد قبلت بدوري هذه التضحية ، على أن هذا الزواج لم يكن إلا صورة رسمية مزيفة، اقتضتها القوانين والتقاليد الموروثة، وإني لأراني صاحبة الحق الشرعي في العرش، ثم تتكرر معي نفس المأساة فتحرمني الآلهة أنا الأخرى من وريث لعرشي، إذ لم أرزق إلا طفلتين هما (نفرو رع) و(مريت راع)، بينما يرزق زوجي من زوجته الأخرى وجاريته المدعوة (ازيس) ذلك الطفل (تحتمس)، الذي شب على كراهيتي، بينما أحاطه الملك بعظيم عنايته ورعايته، وأخذ في دأب وإصرار يمهد له السبيل إلى عرش البلاد قبل وفاته، ولكنني بمعونتكم لي أيها الرفاق الأوفياء، قد أفسدت جميع المحاولات السابقة ، وإن كنت أعلم أن الملك لم ييأس بعد. وإني لا استعد أن يكون قد دبر في نفسه أمرا، وأعد لنا مفاجأة جديدة اليوم.
*بدء الاحتفال
ما كادت الملكة (حتشبسوت) تنتهي من حديثها هذا، حتى علا الهتاف والتصفيق معلنا حضور الملك (تحتمس الثاني)، الذي دخل المعبد يحيط به رجال حاشيته وقواد جيشه ن وكان الملك لشدة مرضه يسير في خطى وئيدة متكئا على كتف أحد حراسه الخاص، حتى وصل بعد جهد إلى صدر المكان، ويعد أن استراح قليلا أشار بيده، فنحرت الذبائح ، وقدمت القرابين، وتقدم لتحيته موكب من الكهنة بملابسهم البيضاء الفضفاضة، ورؤوسهم الحليقة ، ثم اجتازوا بهو الأعمدة متجهين صوب قدس الأقداس في نهاية المعبد، حيث فتحوا مقاصيره الثلاث، وحمل كل فريق منهم على أكتافه أحد تماثيل الآلهة. وكانت هذه التماثيل داخل نواويسها المذهبة، موضوعة فوق سفنها المقدسة، وخرجوا بها في صف طويل، في طريقهم إلى مرسى السفن خارج المعبد، وجعلوا مركب الإله (آمون) في المقدمة، يتبعه قارب زوجته الآلهة (موت)، ومن خلفها قارب ابنهما الإله (خونسو).
*موكب الإله آمون
وبينما يجتاز الموكب بهو الأعمدة، إ يقارب الإله (آمون) يتوقف فجأة عن المسير، فأخذ الشعب يبتهل إليه بالدعاء، وأسرع الملك إليه فحرق البخور بين يدي الإله الجالس فوق قاربه المقدس، وقدم إليه قربانا عظيما من الثيران، وعندئذ أخذ قارب (آمون) يتحرك من جديد ، ويطوف به حول القاعة ، ولكنه ما كاد يصل إلى الركن الشمالي منها، حيث يقف الأمير (تحتمس) الصغير ، حتى توقف أمامه تماما، وهنا تملك الصبي الفزع، وسقط مغشيا عليه.
فأسرع الكهنة إلى حمله ، وتبعوا القارب الذي عاد إلى قدس الأقداس فوضع الكهنة القارب في موضعه، كما وضعوا الطفل بجانبه، وتركوهما معا ، وأغلقوا عليهما الأبواب، وعندما عاد الصبي إلى رشده، دعاه والده الملك ، وسأله عما حدث بينه وبين[/color] ال